نهتم و نكتب بكل ما يخص عالم الخيل
تعد رياضات الفروسية جزءًا لا يتجزأ من التراث العربي، حيث تجسد هذه الرياضات الشجاعة، والمهارة، والقوة. من رمي السهام والتقاط الأوتاد إلى المبارزة فوق الخيل ورياضة الجريد، تُظهر هذه الأنشطة العمق التاريخي والثقافي للفروسية في العالم العربي.
هذا المقال القصير مهدى لشيخ الشهداء فى العصر الحديث: عمر المختار.
معركة سيدي عبد الجليل "معركة جنزور" تعتبر من أكبر معارك الجهاد الليبي ضد الإستعمار الإيطالي جرت أحداثها في جنزور في اليوم الثامن من يونيو عام 1912م - المصدر
Photo by Hitesh Choudhary / Unsplash
يُعد رمي السهام من أقدم رياضات الفروسية العربية، حيث كان يُستخدم في الحروب والصيد. تتطلب هذه الرياضة مهارة عالية في التصويب والتحكم بالسهم أثناء الركوب على الخيل.
تعتبر لعبة التقاط الأوتاد من الألعاب التقليدية التي تتطلب مهارة ودقة. يقوم الفارس بالركض بسرعة فوق الحصان ويحاول التقاط أوتاد خشبية صغيرة من الأرض باستخدام سيف أو رمح.
تُعرف هذه الرياضة بأنها تجمع بين مهارة ركوب الخيل وفن المبارزة، حيث يتنافس الفرسان في استخدام السيوف أو الرماح أثناء الركوب بسرعة، ويتم التركيز على الدقة والسرعة والتحكم.
هي من الألعاب التقليدية في العالم العربي و تركيا، وخاصة في شمال أفريقيا. يتنافس فيها الفرسان على رمي الجريد (عيدان طويلة) تجاه بعضهم البعض أثناء الركض بالخيول. تُظهر هذه الرياضة مهارة الفرسان في التحكم بالخيل والدقة في الرمي.
لا يبدو أن هذه الرياضة تحظى بأهمية كبيرة في المجتمع التركي و العربى، لكن هذا لا يعني أنها ليست ذات قيمة. إنها في الأساس أحفورة، قطعة حية من التاريخ تربط تركيا الحديثة بأسلافها البدو, و لها جمهورها الخاص و المحدود.
تعد هذه الرياضة الاستعراضية احتفالاً شعبياً لعرض مهارات الفرسان فى المغرب العربى و الجزائر خاصة, حيث تستعرض قوة الفارس و سيطرته على فرسه مفرداً او بين كتيبة فى إطلاق النار من على ظهر الفرس.
Photo by Michael Jerrard / Unsplash
على الرغم من أن أصولها ليست عربية بحتة، إلا أن لعبة البولو لها شعبية كبيرة في بعض الدول العربية. تُلعب هذه الرياضة بفرق تتنافس في قيادة كرة صغيرة عبر الملعب وإدخالها في مرمى الخصم باستخدام مضارب طويلة أثناء ركوب الخيل.
كان لدى بغداد العباسية ملعب كبير للعبة البولو خارج أسوارها، وتم تسمية أحد بوابات المدينة التي تعود إلى أوائل القرن الثالث عشر، باب الحلبة، على اسم ملاعب البولو القريبة هذه. استمرت اللعبة في دعم الحكام المغول في بلاد فارس في القرن الثالث عشر، وكذلك في ظل السلالة الصفوية. في القرن السابع عشر، تم بناء ساحة نقش جهان في أصفهان كملعب بولو على يد الملك عباس الأول. كما تعلمت الإمبراطورية البيزنطية المجاورة اللعبة في وقت مبكر.
تم بناء tzykanisterion (ملعب للعب tzykanion، الاسم البيزنطي للبولو) من قبل الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني (حكم 408–450) داخل قصر القسطنطينية الكبير. وبرع في ذلك الإمبراطور باسل الأول (حكم 867–886)؛ توفي الإمبراطور ألكسندر (حكم من 912 إلى 913) بسبب الإرهاق أثناء اللعب وتوفي الإمبراطور جون الأول من طرابزون (حكم من 1235 إلى 1238) متأثرًا بإصابة قاتلة أثناء إحدى المباريات.
وبعد الفتوحات الإسلامية للسلالتين الأيوبية والمملوكية في مصر والشام، فضلها نخبهم على كل الرياضات الأخرى. وكان من المعروف أن السلاطين البارزين مثل صلاح الدين وبيبرس يلعبونها ويشجعونها في بلاطهم. كان صلاح الدين معروفًا بكونه لاعبًا ماهرًا في لعبة البولو، مما ساهم في تدريبه لسلاح الفرسان. ظهرت عصي البولو كواحدة من البدلات الموجودة في مقدمة أوراق اللعب المملوكية في العصر الحديث. قام الأوروبيون بتحويل بدلة عصا البولو إلى "نوادي" الطوابق "اللاتينية"، حيث لم تكن لعبة البولو معروفة لهم في ذلك الوقت.
التبوريدة في المغرب هي فن وتقليد فريد من نوعه يعتمد على الفروسية ويعود إلى العصور الإسلامية المبكرة. يشتهر هذا الفن في المغرب بشكل خاص ويعتبر جزءاً مهماً من الثقافة والتراث المغربي. يتم تقديم التبوريدة خلال المهرجانات والاحتفالات الكبرى، وتتضمن عروضاً مذهلة للفرسان الذين يرتدون الأزياء التقليدية ويقومون بمناورات ركوب الخيل المتقنة.
خلال عرض التبوريدة، ينطلق الفرسان في صفوف متوازية بسرعة كبيرة، وفي نقطة معينة يطلقون النار من بنادقهم التقليدية في الهواء بشكل متزامن، مما يخلق صوتاً مدوياً ومشهداً مثيراً. هذه اللحظة تعتبر الذروة في العرض وتتطلب تنسيقاً دقيقاً ومهارة عالية في ركوب الخيل.
التبوريدة ليست فقط عرضاً للمهارات الفروسية، بل هي أيضاً تعبير عن الفخر والتراث الثقافي في المغرب، وتحظى بتقدير كبير من قبل الجمهور المغربي والزوار من مختلف أنحاء العالم.
هناك العديد من الأنشطة والمسابقات الأخرى التي تُظهر مهارة الفرسان وقوة الخيول، مثل السباقات والعروض التقليدية التي تعكس الثقافة والتاريخ العريق للفروسية العربية.
تعكس رياضات الفروسية العربية ثراء الثقافة والتاريخ في العالم العربي. هذه الألعاب لا تقتصر على كونها أنشطة ترفيهية أو رياضية فحسب، بل هي جزء من التراث الثقافي الذي يُحتفى به ويُحافظ عليه للأجيال القادمة.
هذا المقال يوفر نظرة عامة حول مختلف أنواع وأشكال رياضات الفروسية العربية، مع التركيز على مهارات الفرسان وأهمية هذه الرياضات في الثقافة العربية.